أسباب أحلام الأطفال المزعجة

أسباب أحلام الأطفال المزعجة

ليس بالأمر الغريب أن نستيقظ من النوم متأثرين بحلم جيّر برأسنا، فالأحلام هي أحداث عقلية لا نستطيع التحكم بها بقدر كاف من الوعي، وغالبًا ما تكون طفولتنا هي الوقت الذي نشعر بأن أحلامنا تسيطر علينا، حيث تُذكر مشاكلنا ومخاوفنا التي لا يمكن أن نُعبّر عنها بطريقة أخرى. في هذا المقال، سنتحدّث عن أسباب أحلام الأطفال المزعجة التي قد تؤثِّر على نومهم وصحتهم النفسية، وكيف يُمكن استخدام بعض الأساليب لتجاوزها.

كوابيس الأطفال: تعريفها وأسباب حدوثها

تشير الدراسات إلى أن الكوابيس عند الأطفال هي أحلام مزعجة ترتبط بالمشاعر السلبية مثل الخوف والقلق والغضب والحزن. وتبدأ هذه الحالة عادةً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة، ويمكن أن تستمر لفترة معينة، اعتمادًا على الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها. وقد تنتج الكوابيس عن عدة عوامل، مثل عدم النوم الكافي أو التوتر والقلق، كما يمكن أن تنشأ بسبب اضطراب ما بعد الصدمة أو الأفلام المخيفة والمواقع الاجتماعية التي يشاهدها الأطفال. وينصح الأهل بمراقبة نوم أطفالهم وتوفير جو مناسب لهم لتجنب حدوث الكوابيس المزعجة.

حركة العين السريعة (REM): ما المقصود بها؟

تعد حركة العين السريعة Rem (Rapid eye movement) مرحلة من مراحل نوم الإنسان الطبيعية والتي تحدث عدة مرات خلال الليل. وتتميز هذه المرحلة بزيادة حركة العين ونشاط المخ الذي يختلف عن حالة السكون العميق في المراحل الأخرى من نومك. كما تصاحب هذه المرحلة الأحلام والتي تستغرق حوالي 20% من وقت نومك الليلي، ولها دور مهم في تحسين الذاكرة ومعالجة المعلومات. ويتوقف الجسم عن الحركة خلال هذه المرحلة، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من اضطراب خلالها ويحدثون حركات مفاجئة وعنيفة للذراعين والساقين أثناء النوم، ويعرف هذا الاضطراب بـ اضطراب نوم حركة العين السريعة.

التوتر والقلق: أحد أسباب كوابيس الأطفال

يعد التوتر والقلق أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الكوابيس للأطفال. فالأطفال الذين يعانون من التوتر والقلق بشكل متكرر يواجهون صعوبة في النوم بشكل طبيعي ومستقر، مما قد يؤدي إلى حدوث الكوابيس. وقد يتعرض الأطفال للتوتر والقلق نتيجة للتغييرات في حياتهم مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو انفصال الأسرة أو التغييرات في الروتين اليومي. لذا ينصح بتقديم الدعم العاطفي للطفل وتوفير الأمان والاستقرار له والحد من التعرض لأي مصادر تسبب التوتر والقلق.

نوم غير منتظم وقصر النوم: سببان آخران لحدوث الكوابيس

يعتبر نوم الطفل غير المنتظم وقصر النوم سبباً آخر لحدوث الكوابيس، بحسب دراسات علمية. فعدم الاستيقاظ في نفس الوقت يتسبب في اضطراب في دورة النوم، مما يؤدي إلى تعرض الطفل للكوابيس والأحلام المزعجة. كما أن نقص النوم يؤثر على مزاج الطفل ويجعله أكثر عرضة للتوتر والقلق، مما يؤثر على نوعية نومه ويزيد من احتمالية تعرضه للكوابيس. لذلك، يجب على الأهل العمل على تحديد مواعيد نوم منتظمة لطفلهم وتقليل العوامل التي قد تسبب اضطراب النوم، حتى يتمتع الطفل بنوم هادئ ومريح.

المشاعر السلبية: الغضب، الحزن، الخوف وتأثيرها على نوم الأطفال

تؤثر المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والخوف على نوم الأطفال. فالأطفال الذين يعانون من هذه المشاعر يمكن أن يصعب عليهم النوم ويعانون من الاستيقاظ المتكرر في الليل بسبب الكوابيس. وبالتالي، لا يتمتعون بنوم عميق ويستيقظون إلى حالة من الارتباك والتوتر. يجب على الوالدين مساعدة الأطفال على مواجهة هذه المشاعر السلبية من خلال إيجاد طرق لتخفيفها، مثل ممارسة التنفس العميق والتأمل وإجراء أنشطة تساعد في الاسترخاء قبل النوم.

اضطراب ما بعد الصدمة: عامل يسبب حدوث الكوابيس للأطفال

يمكن أن يكون اضطراب ما بعد الصدمة عاملا يسبب حدوث الكوابيس للأطفال. ويحدث هذا الاضطراب بعد تعرض الطفل لصدمة نفسية، مثل الحادث المروري أو فقدان شخص عزيز أو انفصال الوالدين. وعندها يستطيع الطفل تذكر تفاصيل الصدمة في النوم عبر الكابوس المزعج، مما يؤثر على نومه وصحته النفسية والعاطفية. لذلك يجب تقديم الرعاية اللازمة والدعم للطفل لتخفيف الأثر النفسي للصدمة وتجنب حدوث الكوابيس.

الوراثة: أسباب وارثة تؤدي إلى حدوث الكوابيس للأطفال

تلعب الوراثة دورًا في حدوث الكوابيس لدى بعض الأطفال. وقد تكون تلك الحالات مرتبطة بالتاريخ العائلي للكوابيس، ولكن الدراسات الحديثة لم تلحظ وجود عامل وراثي يحدد حدوث الكوابيس عند الأطفال. ومع ذلك، فإن بعض المؤشرات تشير إلى أن بعض الأطفال يرثون ردود أفعال نفسية مماثلة لتلك الردود لدى بعض أفراد العائلة، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الكوابيس لتلك الأطفال. ومع ذلك، فإن الوراثة ليست العامل الوحيد في حدوث الكوابيس لدى الأطفال، حيث يمكن أن تكون هناك عوامل مختلفة تتسبب بهذه الحالة مثل الجوع والتعب والتوتر والقلق.

تأثير القسوة والتوبيخ على نوم الأطفال

يؤثر القسوة والتوبيخ على نوم الأطفال بشكل سلبي، حيث قد يسبب ذلك للأطفال الاكتئاب والتوتر والإرهاق، وقد يزيد من احتمالية حدوث الكوابيس لديهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التعامل القاسي مع الأطفال إلى تقليل مشاعر الأمان والراحة لديهم، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم وإمكانية حدوث اضطرابات النوم. لذلك، يجب أن يتعامل الأهل بلطف وحنان مع الأطفال، وتجنب اللجوء إلى العنف أو التوبيخ كوسيلة للتعامل مع سلوكهم.

الأفلام المخيفة والمواقع الاجتماعية: أحد المسببات المحتملة لحدوث الكوابيس للأطفال

تشير الدراسات العلمية إلى أن الأفلام المخيفة والمواقع الاجتماعية قد تكون أحد المسببات المحتملة لحدوث الكوابيس للأطفال. فقد تؤثر المحتويات المرعبة التي يشاهدها الأطفال على خيالهم وتسبب لهم القلق والخوف، مما يؤثر سلبًا على نومهم وصحتهم النفسية. ومن المهم على الآباء والأمهات توخي الحذر فيما يخص المحتويات التي يتعرض لها أطفالهم، والتأكد من أنها مناسبة لعمرهم ولا تحتوي على مشاهد مؤذية أو مزعجة.

كيف تمنعين حدوث الكوابيس لطفلك؟ نصائح عملية ومفيدة.

يوجد بعض الطرق التي يمكن اتباعها من قبل الأهل لتجنب حدوث الكوابيس لطفلهم. تشمل هذه الطرق الحفاظ على جدول نوم منتظم ومواءمة الرتابة المسائية، بالإضافة إلى إبعاد الطفل عن المحتويات التلفزيونية والمستلهمة من الأفلام المخيفة والتركيز على الرسوم المتحركة الجميلة والمفيدة. كما يمكن للأهل الاسترخاء مع الطفل، وأخذ بعض الوقت قبل النوم لقراءة قصة محفزة ومريحة، والتعامل بلباقة مع الكوابيس إذا حدثت، وتوفير بيئة هادئة ومريحة في غرفة النوم للطفل.

الخاتمة

نتمنى أن تكون هذه المقالة قد أوضحت لكم بعض الأسباب وراء الأحلام المزعجة لأطفالكم. وإذا كانت لديكم أي أسئلة أو تعليقات، فلا تترددوا في مشاركتها معنا في قسم التعليقات أدناه. وشكراً لكم على قراءة هذه المقالة الشيّقة. 

749 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *